الدلالات السياسية لتعيين سوكو وزيرا أمينا عاما للرئاسة

حمل تعيين وزير التعليم الأساسي سابقا آدما بوكار سوكو وزيرا أمينا عاما للرئاسة دلالات سياسية بالغة تلقي بظلالها على ملامح مشهد الحكومة المرتقب الإعلان عنها قريبا.

وإضافة إلى ما يعنيه هذا التعيين من رضى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني عن أداء وزيره للتعليم الأساسي سابقا، فإنه يمثل أحد قرارات الرئيس التي لم تكن ضمن تنبؤات المحللين والصحافة خلال الأيام والساعات الأخيرة.

كسر عرف سياسي

مثل التعيين الجديد كسرا لعرف سياسي في موريتانيا بتعيين الوزير الأول في منصب الوزير الأمين العام للرئاسة، وهو العرف الذي حافظ عليه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز خلال فترة حكمه.

 كما التزم به الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني حينما اختار لهذا المنصب محمد سالم ولد البشير الوزير الأول في آخر حكومات ولد عبد العزيز.

كسر الرئيس ولد الشيخ الغزواني لهذا العرف السياسي يثير تساؤلات عن مستقبل الوزير الأول السابق إسماعيل ولد الشيخ سيديا، وما إذا كان تعيين سلف له وشغل منصبه المتوقع من طرف شخصية أخرى إيذانا بنهاية العلاقة التي جمعته بالرئيس في مرحلة صعبة من تاريخ البلاد.

وبينما يتحدث بعض المراقبين عن تهيئة ولد الشيخ سيديا لشغل مناصب أخرى لا تقل أهمية كمنصب الإداري المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم، يتحدث آخرون عن سعي ولد الشيخ الغزواني للتخلص من جميع الشخصيات الوارد ذكرها ضمن تقرير لجنة التحقيق البرلمانية.

فقد ورد اسم ولد الشيخ سيديا ضمن مجموعة وزراء وقعوا اتفاقية تتولى بموجبها الهيئة الخيرية التابعة لشركة المناجم تمويل أشغال بناء وترميم وتثبيت كاميرات مراقبة في القصر الرئاسي، وهو ما اعتبرت لجنة التحقيق أنه تم بطريقة مخالفة للإجراءات القانونية.

منصب "المحطة الأخيرة"

كثيرا ما يوصف المنصب الجديد المسند إلى آدما بوكار سوكو بأنه "المحطة الأخيرة" في "العمر السياسي"، على الأقل خلال فترة حكم الرئيس التي يتم فيها تقلد هذا المنصب، حيث ارتبط بكونه مرحلة انتقالية يمر بها الوزراء الأول قبل التخلص منهم.

بينما تفضل العديد من الشخصيات مناصب أكثر استقرارا من المنصب الوزاري، فرغم مكانة هذا الأخير فهو يبقى عرضة للهزات أكثر من غيره بحكم تسليط الأضواء.

وعلى أية حال فإن تعيين بوكار سوكو يعكس رضى الرئيس ولد الشيخ الغزواني عن أدائه على رأس وزارة التعليم الأساسي والتهذيب الوطني طيلة عام كامل، رغم ما اقتطعته الظروف المرتبطة بتفشي جائحة كورونا من العام الدراسي 2019/2020.

وتظهر السيرة الذاتية للأمين العام للرئاسة الجديد تجربة عمل محلية دولية متنوعة وطويلة، قادته إلى العمل ببرامج الأمم المتحدة والبنك الدولي في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى بقارتي إفريقيا وآسيا.

وإضافة إلى خبرته كاقتصادي خريج من الجامعات الفرنسية يتقن الأمين العام الجديد للرئاسة ثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية، ما يعزز أهليته لتولي المنصب الذي يبقى رغم ما سبق أحد أهم المناصب الحكومية في البلاد.

آخر تحديث: 09-08-2020 | 08:45

حرره

عبد الله القرشي

قسم تحرير الأخبار وترجمة المحتوى

قصص ذات صلة

قيادي بالتكتل يرفض منصبا حكوميا.. تبريرات وخلفيات

ترقية ممثل منظمة الصحة العالمية في موريتانيا

توشيح عدد من العاملين في رئاسة الجمهورية