البيطرة قلعة شامخة.. والثروة الحيوانية قطاع سيّادي

شكرا سيدي الرئيس...

البيطرة قلعة شامخة، والثروة الحيوانية قطاع سيّادي

لفتات حنون تترى على هذا القطاع المُغيب، الذي يمثل رافعة تنموية نوعية: بدءا بمعرض تمبدغة ومرورا   بالمورتانية للمنتجات الحيوانية ووصولا اليوم إلى هذه الخطوة التي أعطت إشارات طيبة وبشارات كثيرة تلقاها المواطن بالكثير من الغبطة والحبور .

فهذا القطب التنموي شهد اختلالات بنيوية على مدى العقود الماضية ناتجة عن غبش الرؤية وعدم انسجام التخطيط مع المعطيات على الأرض، فمثلا اعتبار الزراعة أصل والبيطرة فرع؛ الزراعة خلوج والبيطرة بوُُّ فرض واقع الظئر السؤوم!!

سياسات تبَعوّية أربكت القطاع كثيرا، فضربت صميم حيويته وفاعليته في مقتل ليبقى مغمورا ومطمورا في أو حال التبعية الحولاء، فلنتصور أن قطاعا يمثل لوحده قرابة %20 من الناتج المحلي الإجمالي (PIB) يتبع لصنوه الذي لا يمثل %3 على نفس المقياس !!!

ولنتصور أن التنمية تمثل الرافد الأثرى والأقوى والأغني للاقتصاد وأنها عماد أمننا الغذائي والضامن لإنسيابيته وتوفره، فحلقات الإنتاج كلها داخلية وخطوط التموين آمنة؛ لا يخضع هذا القطاع لمزاج الحدود ولا لمزاج وتقلبات سياسات الخارج؛ هو الأسهل والأجدى إنتاجا (مدخلات قليلة ومخرجات كبيرة) لا يتطلب خبرة فنية ولا يتطلب رأس مال؛ عامل استقرار اجتماعي؛ جهة امتصاص للبطالة ؛ عماد التنمية في الأرياف؛ حلقات الإنتاج تتوزع بين كل طبقات المجتمع وشرائحه؛ يستفيد منه الجميع أفقيا وعموديا ؛جاذب للإستثمار؛ قدرته كبيرة على التكيف ؛ هو الأثرى غذائيا (المنتجات الحيوانية من حيث الجودة الغذائية هي الأفضل)؛ هو الأكثر حضورا على مائدة المستهلك.

هو المكرس الأول للسيادة لأنه لاسيادة بدون اكتفاء ذاتي من الغذاء؛ ورقة ضغط في سياستنا الخارجية، فدول تعتمد في جزء كبير من غذائها على ثروتنا الحيوانية؛ هو القطاع التنموي الوحيد الذي لم يتلقّ قبْلاً كبير دعم ولم يتحول الدعم فيه إلى وجهات أخرى خاطئة كالقطع الأرضية والمنازل...

ختاما، خطوة باركها الجميع والآن وضعتم- سيدي الرئيس- الكرة في مرمى المنمي وفي مرمى الجهات الفنية في القطاع.

 

د. محمد الخديم ولد جمال 

طبيب بيطري 

آخر تحديث: 27-05-2021 | 17:13
شارك

حرره

عبد الله الخليل

قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى

فيديو الأسبوع