شركة نيوفار: غادرنا من موريتانيا بسبب ضعف الحوكمة وبيئة الاستثمار

أعلنت دانييل سيريباسي، المديرة العامة ومالكة شركة Niofar للاستشارات، عن قرارها بسحب استثماراتها من موريتانيا وإغلاق الشركة بشكل نهائي، بعد خمس سنوات من العمل والجهود لبناء مشروع استشاري مستدام يخدم الاقتصاد المحلي. وأكدت سيريباسي في بيان عبر منصتها الرسمية على موقع "لينكد إن" أن القرار "لم يكن سهلاً"، وجاء بعد سنوات من السعي لبناء شراكات محلية وتطوير نموذج عمل فعال يخدم السوق الموريتانية، إلا أن سلسلة من العراقيل البنيوية والإدارية حالت دون تحقيق تلك الأهداف.

وأوضح البيان أن أبرز الأسباب التي دفعت الشركة إلى اتخاذ قرار الانسحاب تشمل ضعف الحوكمة والتواصل، حيث لوحظ غياب آليات فعالة للمتابعة والمساءلة، إضافة إلى ضعف التزام بعض الشركاء المحليين، مما أدى إلى خلل في سير العمليات وفشل بعض المشاريع المشتركة. كما أشار البيان إلى افتقار بعض أعضاء الطاقم المحلي إلى روح المبادرة والمسؤولية، وهو ما انعكس سلباً على الأداء العام للشركة، رغم برامج التدريب والدعم التي وفرتها الإدارة لتعزيز الكفاءات المحلية.

وأضاف البيان أن الشركة واجهت صعوبات مالية ناجمة عن "ممارسات غير شفافة ورسوم غير مبررة"، فضلاً عن ضعف نظم المحاسبة المعمول بها محلياً. كما أكدت سيريباسي أن الشركة التزمت بالشفافية في الجانب الضريبي، لكنها تعرضت لضغوط من بعض الجهات التي طلبت منها دفع مبالغ "غير رسمية" لتجنب عمليات تدقيق، وهو ما رفضته الشركة بشكل قاطع.

ورغم كل هذه التحديات، أعربت الشركة عن تقديرها لموريتانيا ووصفتها بأنها "بلد زاخر بالفرص"، ولكنها شددت على أن نجاح أي استثمار أجنبي في البلاد يتطلب بيئة أكثر انضباطاً، وعقودًا واضحة، وآليات تنفيذ شفافة من البداية. واختتمت شركة Niofar بيانها بالتأكيد على أن مغادرتها للبلاد تأتي محملة بـ"رؤية أوضح وتجربة غنية بالدروس"، مشيدة في الوقت نفسه بعدد من الشركاء والعملاء الذين وصفهم البيان بأنهم "مثال في الجدية والاحترام".